أدى استنزاف الموارد المائية الجوفية إلى هبوط الأرض في مساحات واسعة من البلاد. مقال حديث نُشر في المجلة العلمية Science Advances يسلط الضوء على التأثير السلبي لهبوط الأرض في 265 مدينة من أصل 429 محافظة على مستوى البلاد. استخدم هذا البحث صور الأقمار الصناعية منذ عام 2014م للتقييمات.تشير النتائج إلى أن 1.7 مليار متر مكعب من المياه الجوفية تُستخرج سنويًا من المياه الجوفية المحصورة وشبه المحصورة. ووفقًا للدراسة، فإن معظم محافظات إيران تتأثر بهبوط الأرض. في بعض المناطق، يتجاوز معدل الهبوط 12 سنتيمترًا سنويًا. يكشف البحث أيضًا أن حوالي 14 مليون شخص—أي أكثر من خُمس سكان البلاد—يعيشون في مناطق تشهد هبوطًا شديدًا للأرض.

لقد وضع هبوط الأرض أيضًا البنية التحتية في إيران في خطر شديد. وفقًا لنتائج الدراسة، فإن جزءًا كبيرًا من خطوط أنابيب النفط والغاز، محطات تخفيض ضغط الغاز، خزانات المياه، المحطات الفرعية للكهرباء، محطات توليد الطاقة، المباني الشاهقة، المعالم التاريخية، الجسور الحضرية والرئيسية بين المدن، المستشفيات، المولات والمراكز التجارية الكبيرة، المجمعات التجارية والسكنية، مواقف سيارات شركات السيارات، المصانع، المخازن الصناعية والتجارية، المباني الإدارية والأمنية الرئيسية، المواقع العسكرية، وغيرها من البنى التحتية الوطنية الحيوية تقع في مناطق متأثرة بهبوط الأرض.تشير الدراسة أيضًا إلى أن 8 من أصل 61 مطارًا رئيسيًا ومتوسط الحجم في إيران تقع في مناطق متأثرة بالهبوط. ومن بينها مطار الإمام الخميني الدولي الذي يستقبل أكثر من 8 ملايين مسافر سنويًا. كما تقع مطارات دولية أخرى في أصفهان، أوروما، كرمان، جورجان، وشهر كرد في مناطق حرجة.من بين 310 محطة قطار في إيران، تقع 54 محطة في مناطق عرضة للهبوط، وكذلك 25 من أصل 215 محطة مترو في البلاد.

يحدث هبوط الأرض على نطاقين: إقليمي ومحلي. على المستوى الإقليمي، يكون الهبوط عادةً متساويًا ولا يؤثر مباشرة على الهياكل، المباني، المنشآت، أو البنية التحتية. أما الهبوط المحلي فيظهر على شكل شذوذ أو حفر أرضية تحت الأساسات أو المناطق تحت السطحية، ويمكن أن يتسبب في أضرار مباشرة وخسائر لا يمكن إصلاحها. يمكن التخفيف من هذا النوع من الهبوط من خلال تدابير مثل حقن الخرسانة أو تقنيات تحسين التربة المختلفة. كما أن الوعي المبكر بالتغيرات تحت السطحية يتيح تحديد الوقت الأمثل لتنفيذ الإجراءات الوقائية.

تمكنت شركة جيو-بارسيان، بخبرة تزيد عن ربع قرن في إنتاج معدات المراقبة، من تصميم وتطوير نظام مراقبة الحفر الانغمارية الناتجة عن هبوط الأرض. يتميز هذا النظام بقدرته على إنتاج صور ثلاثية الأبعاد يومية للمناطق منخفضة الكثافة تحت السطح وتوفيرها للمستخدمين عبر الإنترنت، الشبكة الداخلية، أو الأجهزة المحمولة. إذا اقتربت المناطق منخفضة الكثافة (الجوف الهوائي) أو الحفر المحتملة من السطح، يتم إصدار التحذيرات اللازمة لبدء إجراءات تعزيز الأرض.